خرج جحا من داره راكبا حماره متوجها إلى عمله ، و أثناء سيره بأحد شوارع المدينة ، أوقفته سيدة عجوز كانت تحمل بيدها رسالة وردت عليها من أحدى المؤسسات الإدارية ، حيته قائلة :
''يا شيخ المدينة المحترم ، اقرا لي مافي هذه الرسالة ، حفظك الله و أدام بقاءك لنا ''
استلم جحا الرسالة من يد السيدة العجوز و راح يتأملها بتمعن ، ثم رفع بصره نحوها و تنحنح متظاهرا بالقراءة: ''حضرة السيدة التقية النقية المصونة ، و الجوهرة الثمينة ، أدام الله بقاءها و جعلها دربا ينير درب السائرين في الليل المدلهم ، بعد مزيد السلام و التحية و الاكرام لرؤية طلعتكم البهية صانها رب البرية و...........''فقاطعته العجوز قائلة: ''يا ولدي هذا ليس خطابا تتلوه علي بل هو سند دين ورد الي من الادارة ولا يشتمل على هذا القول أبدا '' .
فقال لها :'' لماذا لم تقولي هذا منذ البداية حتى لا أضيع وقتا ثمينا معك دون اية فائدة، و انا مستعجل جدا و تعطلت عن عملي من أجلك ، ولو أ علمتني مسبقا ، لكنت قراتها لك قراءة السندات''